إعداد: أمل الزهران.
خاص: شبكة الفجر.
في خطوة مفاجئة وفي سياق التوترات الإقليمية
في المنطقة وبعد الصراع القائم بين إيران والكيان الاسرائيلي، أعلن الرئيس الأمريكي
دونالد ترامب تنفيذ ضربة عسكرية أمريكية استهدفت المنشآت النووية الإيرانية في ثلاثة
مواقع رئيسية هي نطنز، فوردو، وأصفهان، في خطوة أثارت جدلاً واسعاً على الساحة السياسية
والدولية مما يشير إلى تصعيد جديد في التوتر بين واشنطن وطهران.
جاء هذا الإعلان بعد أقل من 48 ساعة
على إعلان ترامب تأجيل قراره النهائي بشأن المشاركة في الصراع الإقليمي في الشرق الأوسط
لمدة أسبوعين، بهدف منح فرصة للحل الدبلوماسي، ما أثار تساؤلات حول الأسباب التي دفعت
إلى هذا التحول السريع من مسار التفاوض إلى الخيار العسكري.
مشاركة الولايات المتحدة في الحرب وتنفيذ
هذه الضربة، رافقها غموض في طبيعة الضربة ونتائجها على الأرض، التساؤلات كثرت والصراع
في كل مرة يأخذ منحى غير متوقع.
هذا الهجوم العسكري عاد ليثير قلقاً
واسعاً في واشنطن وخارجها، فهذه الضربة المفاجئة وضعت الولايات المتحدة في قلب صراع
مفتوح مع إيران، مما يطرح تساؤلات كبيرة عن مدى استعداد واشنطن لمواجهة تداعيات هذا
التصعيد. كما أن هذا الصراع ليس الصراع الوحيد الذي تشارك فيه أميركا فبي المنطقة خارج
حدودها.
الردود السياسية داخل الولايات المتحدة
لم تتأخر، فالمشاركة بهذه الخطوة العسكرية فجرت ردود فعل متباينة داخل واشنطن، حيث
انتقد عدد من نواب الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي قرار ترامب بشدة.
ففي الوقت الذي سادت فيه توقعات بتواصل
الجهود الدبلوماسية، أدخل قرار ترامب الولايات المتحدة مباشرة في صراع مفتوح مع إيران،
وسط مخاوف كبيرة من تداعيات هذا التصعيد على الاستقرار في الشرق الأوسط.
هذه الخطوة أثارت موجة من الانتقادات
الحادة من داخل الولايات المتحدة، حيث اتهم نواب من الحزبين الجمهوري والديمقراطي الرئيس
بتجاوز الدستور وجر البلاد نحو حرب غير مبررة دون تفويض من الكونغرس. إذ لا يملك الرئيس
وحده صلاحية الدخول فيها دون موافقة الكونغرس.
زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب،
حكيم جيفريز، وصف القرار بأنه "مخالف للدستور" وأن الرئيس جر البلاد نحو
"حرب كارثية محتملة" دون تفويض من الكونغرس، ما يعد تجاوزاً خطيراً على السلطات
التشريعية المخولة إعلان الحرب.
على الجانب الجمهوري، عبر عدد من النواب
عن معارضتهم لهذه الخطوة، منهم النائب توماس ماسي الذي وصف القصف بأنه "مخالفة
دستورية" و"مغامرة خطيرة".
الصحافة الأمريكية أيضاً لم تتجاهل
هذه التطورات المهمة، حيث كانت حازمة في انتقادها للقرار، نشرت صحيفة "واشنطن
بوست" افتتاحية حملت إشارات قوية إلى أن ترامب لم يعدّ الأمريكيين للحرب بشكل
كافٍ، وطرحت تساؤلات حول الأهداف الاستراتيجية لهذه الضربة.
في المجمل، تبقى خطوة ترامب محل جدل
واسع بين السياسيين الأمريكيين، والرأي العام، والمراقبين الدوليين، وسط تحذيرات من
انزلاق الولايات المتحدة إلى حرب طويلة في الشرق الأوسط قد تضع استقرار المنطقة على
المحك.
المخاوف اليوم لا تقتصر على العمليات
العسكرية فحسب، بل تشمل الاستقرار الإقليمي بشكل عام، وسط احتمالات التصعيد وتوسّع
دائرة الصراع. يبقى السؤال مفتوحاً والأيام القادمة حاسمة في تحديد مسار التصعيد أو
التهدئة.